تم اليوم بالمدرسة الوطنية للإدارة إحياء يوم الأمم المتحدة للخدمة العامة الموافق ليوم 23 جوان من كل سنة تذكيرا بأهمية ضمان تقديم الخدمة العمومية للمواطنين, وكذا تسليط الضوء على إسهامات الخدمة العامة في عملية التنمية المستدامة. حيث أشرف السيد مجيد عمور وسيط الجمهورية على فعاليات اليوم الدراسي المنظم بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة حول دور وسيط الجمهورية في تحسين الخدمة العمومية. أشار السيد وسيط الجمهورية في كلمته الافتتاحية إلى تجسيد تعهدات السيد رئيس الجمهورية، لاسيما تلك المتعلقة بتعزيز الحكم الراشد، وإصلاح شامل للعدالة لضمان استقلاليتها وتحديثها وبناء مجتمع مدني حر، نزيه ونشط، بُغية بناء جزائر جديدة قوامها الحق والقانون، وركائزها العدالة الاجتماعية والمساواة تحقيقا لرفاهية المواطن ورخائه. كما فصل في كلمته الإنجازات التي تم تجسيدها لفائدة المواطن بداية من تخصيص برامج استثنائية والانتهاء من إنجازها موجهة بالأساس للقضاء على الفوارق التنموية في مناطق الظل من خلال التركيز على المناطق المهمشة والفقيرة وتدارك التأخر المسجل في بعض الولايات بالإضافة إلى حركية لا مثيل لها عرفتها العديد من القطاعات هدفها تحسين الإطار المعيشي للمواطن وكذا تحسين الخدمة العمومية لاسيما ما تعلق بالأجور والسكن والصحة والتعليم والتشغيل. كما تطرق السيد عمور إلى مسار رقمنة كل القطاعات تجسيدا لالتزام السيد رئيس الجمهورية الرامي لوضع حد للبيروقراطية واعتماد الشفافية في تسير الشأن العام حيث شهدت سنة 2023 وضع أسس صلبة لتحول رقمي فعال من خلال إنشاء المحافظة السامية للرقمنة ما سيسمح بتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي. حيث عرفت معظم القطاعات إلى غاية اليوم رقمنة العديد من الإجراءات الإدارية وتعميم تقديم الخدمات عن بعد، من شانه تحسين أداء الإدارة وتوجيه الخدمات ضمن مسعى رئيس الجمهورية لتوسيع أفاق التنمية الشاملة في البلاد. وفي الأخير، اعتبر السيد وسيط الجمهورية بأن تنظيم هذا النشاط هو لبنة لفتح أفاق تعاون مستقبلي بين هيئة وسيط الجمهورية ومنظومة الأمم المتحدة وكذا تقاسم تجربتنا مع دول صديقة في إطار التعاون جنوب -جنوب وكذا الاستفادة من تجارب دول أخرى في هذا الميدان. لأن ما يوحّدنا جميعا هو الرغبة في العمل لتجسيد الروح الحقيقية للخدمة العمومية والشغف والعطاء والإبداع لإحداث أثر إيجابي في حياة المواطن. عرفت مراسم الافتتاح الرسمي كلمة ترحيبية للمدير العام للمدرسة الوطنية للإدارة، وكلمة السيد المفتش العام للوزارة الخارجية والجالية الوطنية بالخارج ممثلا للسيد الوزير وكلمة لممثلة برنامج الأمم المتحدة للتنمية. أشغال اليوم الدراسي عرفت ثلاثة مداخلات، الأولى تتعلق بدور هيئة وسيط الجمهورية في تحسين الخدمة العمومية، الثانية بخصوص تبسيط الإجراءات الإدارية كمقاربة عملية لتحسين الخدمة العمومية والمداخلة الثالثة لخبير عن برنامج الأمم المتحدة للتنمية حول رضا المواطن عن الخدمة العمومية. كما عرف اليوم الدراسي تنظيم جلسة حوارية حول دور الحلول الرقمية في تحسين الخدمة العمومية والتكفل الأمثل بانشغالات المواطنين، بمشاركة عينة من قطاعات وزارية وخبراء في التسيير العمومي منهم خبير عن برنامج الأمم المتحدة وتدخل بعض المشاركين لإثراء النقاش.